كلمة عضو نقابة الأطباء الدكتور دريد عويدات خلال المؤتمر الخامس للجمعية اللبنانية لأطباء الأمراض الجلدية
21-9-2020
بدايةً باسمِ نَقيبِ الأطِبّاء البروفسور شرف أبو شرف، أشكُرُ الجَمعِية اللُّبنانِية لِأَطِبّاءِ الأمراضِ الجِلدِيّة بِشَخصِ رَئيسِها البروفسور فؤاد السيد، على دَعوَتِها إلى مُؤتَمَرِها الخامِس عَشَر الحافِلِ بِجَدوَلِ أعمالٍ يَتصدّى لِقضايا طبّية وعِلمية هامّة.
وَنحنُ نُقدّرُ هذه المُبادَرة خُصوصاً في هذا الوَضعِ الصَّعبِ والشائِكِ على المُستوى الوَطني، سَواءَ من الناحِيةِ الاجتِماعِيّةِ أم الاقتصادِيّة، وَمِن ثمّ وَسطَ استِفحالِ جَائِحَةِ كورونا التي تَتَصاعَدُ مَخاطِرها في الوَسَطِ اللّبناني، وأخيراً انفجارُ مَرفأِ بيروتَ وتداعِياتِه التي هَزَّت البلاد وأربَكتها. لكن على الرّغمِ مِن كلّ هذه الكَوارِث، نَرى جَميعاً ضَرورةَ أن نُضيءَ شَمعةً وَسطَ هذا الظّلام، كَما فَعَلتُم عَبرَ هذا المُؤتمر الذي يُساهم في وَضعِ البِلادِ على سِكّةِ التَطَوّر العِلمي، وَإِبقاءِ لبنان مَنارَة الشّرق، لا سِيّما في القِطاعِ الصّحي.
وَلا يَخفى عَلى أَحد أنَّ نِسبةَ الأمراضِ في لبنان تَتَزايد في ظِلّ التَلوّثِ البيئِيّ الذي يُهدّد بَلدَنا بِسَبَبِ أزمَةِ النّفايات، عَدا عَن تَلوّثِ المِياهِ وَعَلى رَأسِها أزمَة نَهرِ اللّيطاني الخَطيرة. لِذا نَحنُ نَأملُ في أن يَتَطَرّقَ المُؤتمرُ إلى حُلول ناجِعَة لِتَداعِياتِ الأمراضِ الجِلديّة، لا سيّما أنّ مُعَدّلاتِ الإِصابَةِ بِسَرَطانِ الجِلدِ قد ارتَفَعَت ليسَ في لبنان فَحَسب، بَل في العالَمِ أجمَع.
واسمَحوا ليَ اليَومَ أن أَتَحَدّثَ باسمِ النّقابَةِ التي تَتَعَهّدُ كَمُمَثّلَة للأطِبّاءِ بَذلَ الجُهودِ من أجلِ تقديمِ المُساعَدَةِ وَتَطويرِ العَمَلِ النّقابِي لِتَحقيق ما يلي:
1- إقرارُ التّشريعاتِ التي تؤدّي إلى حِمايَةِ الطّبيبِ وَحَصانَتِهِ القانونِيّة أثناءَ مُمارَسَتِهِ عَمَلَهُ، عِلماً أنّ الطّبيبَ المُدّعى عَليه الآن لا يَمثُل إلاّ أمامّ قاضي التّحقيق. وَحَلّ الإشكالاتِ التي تُرافِقُ فَصلَ الأتعابِ واستكمالَ البروتوكولات الطبّية وَتحديثِها في المجالاتِ كافّة، وَجَدولِ الأعمالِ الطبّية، وَمَشروع قانونِ الهيئة اللبنانية العُليا للطّب والتخصص Lebanese Medical Board.
2- إعادةُ الاعتبارِ إلى لَجنةِ التحقيقات النقابية.
3- تَأمينُ تَمويلٍ إِضافِي لِصُندوقِ التّعاضُد، وُصولاً إلى زِيادةِ الرّاتِب التّعاقُدِي تَدريجِياً بِما يَتَناسَب مَع غَلاءِ المَعيشَة. وَهَذا ما حَصَلَ حَيثُ رَفَعنا المَعاش التّقاعُدي إلى 1،200،000 في المَرحَلَة الأولى.
4- التّشَدّد في المُراقَبَة وَالمُتابَعَة لِتَحصيلِ وارداتِ النّقابَة من عائِداتِ الوَصفَةِ الطبّية، والملف الاستشفائي، والمَعَدّات الطبية، واشتراكاتِ الأطِبّاء (حوالى 4000 طبيب لا يُسَدّدونَ رُسومَهُم السَّنَوِية).
5- لقد تَمّ الالتِزام بِإِعدادِ ميزانية سَنَويّة وَقَطعِ حِساب.
6- تَوصيفٌ وَظيفيّ وَتَأهيلُ المُوَظّفين بِواسِطَةِ استِشاريّين وَخُبَراء، وَإتمامِ إصلاحٍ إداريِ شاملِ مع هَيكَلِيّةٍ إداريّة تَتَماشى مع حاجاتِ التَطَوّرٍ التِكنولوجي الدّائم.
7- تمَّ تعزيزُ صلاحيَّةِ اللجانِ الطبيَّةِ في المستشفياتِ وحِمايَتِهَا واحترامِ استقلاليَّتِها. شكّلَت نقابَةُ الأطباءِ لجنةً لتنظيمِ الطبِّ الشَّرعيِّ وتحديثِ قوانينِهِ بالتَعاوُنِ والتَّنسيقِ مَعَ وِزارَة العَدْلِ ووزارةِ الداخِليَّةِ ومجلسِ القضاءِ الأعلى ونَقابَةِ المُحامين وجمعيَّةِ الطبِّ العامِ واللجنة الدّوليَّةِ للصليب الأحمر، والصليبِ الأحمرِ اللبناني وَمُنظَّمةِ الصِّحَة العالميَّة.
8- لقدْ تَمَّ العَمَلُ على الوصولِ إلى آليّةٍ عادلةٍ حولَ كيفيَّةِ تَنظيمِ المُؤتَمَراتِ وآليةٍ تَحفَظُ دورَ الجمعِيَّاتِ العِلميَّةِ كاملاً مِنْ جِهة دونَ الانتقاصِ من حقوقِ النقابَةِ الماليَّةِ وعائِدَاتِهَا منْ جِهَةٍ أخرَى.
9- تَمَّ إنشاءُ خليّةِ أزمة طوارِئ بعدَ انفجارِ مَرْفَأ بيروت مُكوَّنَة، بالإضافَةِ إلى نقابَةِ الأطباء، مِنْ مُنَظَّمةِ الصِّحةِ العَالميَّةِ والصليبِ الأحْمَرِ اللبنانيّ، وILMA وغيرِهَا، لدَعْمِ الأطبَّاءِ الذين تَضَرَّرَت عِياداتُهِم.
10- تَمّ أيضاً إنشاءُ خليَّةِ أزمة كورونا للمَساجين، بالتَّعاوُنِ مع وزارَةِ العدلِ ووزارَة الداخليّة والصليبِ الأحمَرِ ومُنظمةِ الصِّحةِ العالميَّةِ لِمَنْعِ تَفشّي المرضِ في السجون.
كلُّ مَا تقدَّمَ يُشَكِّلُ عيِّنَةً منَ المواضيعِ الحسَّاسَةِ والمُلِحَّةِ التي نَسعى لإيجَادِ الحُلولِ لَهَا في نَقابَةِ الأطبَّاء. كَمَا نَعِدُ كذلك بِأنْ تَبْذِلَ النَّقَابةُ ما بِوِسْعِهَا لِمُوَاكَبةِ التطوّرِ التكنولوجي وأنْ تُصبِحَ نَموذَجاً يُحتذَى بِهِ في العملِ النقابيّ، لا سيَّما في زَمَنٍ تَتَسارعُ فيهِ الإنجَازاتُ العلميَّةُ والتكنولوجيَّة.
أمّا على الصَّعيد الإعْلامي فَقَد باتَ واضِحاً الظّهورُ الإعلاميُّ الدَّائِمُ والمواكِبُ لكل نشاطٍ يَحصلُ في النقابة، إضافةً إلى إقرَارِ نظامٍ جديد للظًّهورِ الإعلاميّ للأطِبَاء مُطابِقاً لِقَانونِ الآدابِ الطبيَّة.
وَنَحنُ إذْ نتمنَّى لهَذا المُؤتمَرِ النَّجاح، نَشكُركُمْ على اجتِمَاعِكُم الهَادِفِ للتَّعاوُنِ وتَحسينِ ظروفِ الطَّبابَةِ من أجْلِ سُمعَةٍ طِبيَّةٍ جيّدةٍ للبنان أمامَ العالَم، وعَودةِ لبنانَ منارةَ الشرقِ كما كانَ دائِماً، مُتمنّينَ لكُم المزيدَ منَ التقدُّمِ والنّجاح.