ابو شرف في تكريم الممرضات الشهيدات:
باب الهجرة مفتوح للاطباء والممرضات وهذه كارثة بحد ذاتها للبلد.
شارك نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور شرف ابو شرف في اللقاء الذي اقامته نقابة الممرضات والممرضين في لبنان لتكريم شهيدات الواجب المهني اللواتي سقطن في انفجار مرفأ بيروت وفي مواجهة وباء كورونا.
واعتبر ابو شرف في كلمة ألقاها في المناسبة أن “ما من كلمة تعكس صورة الرابع من آب، انه معمودية تغسل هامات المختارين ضحايا وقرابين، ممرضات وممرضين.
الرابع من آب، إنه الموت لتعزّ الحياة وتطيب بالشهادة الاصيلة، في لبنان الصغير بأرضه الكبير بتاريخه، المالىء الدنيا بطموحه، الصامد بقيمه ورسالته وإرادة بنيه المطلقة في البقاء ووحدتهم الوطنية الصحيحة المتينة.. ماتوا لنحيا متّحدين يجمعنا إيمان واحد بالله ولبنان وليظل الضمير حيـًا فينا”.
وقال:” في البال صورة جميلة عن الممرضة هي صورة باميلا زينون التي انتشرت على مختلف وسائل الاعلام يوم الانفجار الرهيب في مرفأ بيروت، وتظهر تلك الصبية البطلة بلباسها الازرق، تحتضن بكل الحب ثلاثة رضّع، فوق الدماء والحطام والزجاج المتناثر في كل مكان، وتدور بهم من مستشفى الى آخر حتى اوصلتهم الى بر الامان.
صورة اخرى عن الممرضات والاطباء يهتمون بالمصابين بفيروس كورونا، تاركين عائلاتهم، ومضحّين بحياتهم للوقوف الى جانب المرضى، ومساندتهم في محنتهم في اصعب اوقات حياتهم.
وماذا في المقابل؟ معاش زهيد، وتقاعد هزيل، وغياب الضمانات وملاحقات قضائية.
من هنا علينا ان نقف الى جانبهم ليقفوا الى جانبنا، وإلا فالهجرة هي الباب الوحيد، وقد فتح اليوم، وهاجر العديد من الزملاء والزميلات، اطباء وممرضات. وهذه كارثة بحد ذاتها للبلد.
علينا العمل معا اطباء وممرضات، وعلى الدولة الواجب الاكبر، في بث الروح في الجسم الاستشفائي والطبي والتمريضي، مهنيا حقوقيا وعمليا. لنا حقوق على الدولة والمجتمع وخصوصا لناحية الحماية الاجتماعية والقانونية. وقد رفعت نقابة الاطباء اقتراحي قانون في هذا المجال الى مجلس النواب ننتظر مناقشتهما ونأمل اقرارهما”.
وسأل ابو شرف:” لماذا علينا أن نتجرّع كل هذا الذل والخوف والغربة والخيبات المتتالية والهجرة المتنامية؟ من زمان ، والكل يعلم أن هذا المسار الفاسد يودي الى الانهيار الكبير في الاقتصاد والسياسة والأمن .ومع ذلك كان هناك إصرار عند البعض على عدم الاصلاح وإبقاء الامور على حالها. اسائل ربي، كم علينا أن نتحمّل من مصائب بسبب نظامنا الطائفي؟.
متى نستفيق على وطن مدني بعيد عن قيود الطائفية؟ كلما ركنـا الى قليل من الراحة، جاءت ضربة جديدة لتفتح شهية الفاسدين وتستغل وجع المواطنين.
متى تقوم قيامتنا بالسيادة والامن والاخلاق والكرامة والصلاح؟ متى نصبح بلداً قويا في وجه العواصف؟ متى نرى قضاءً يحاسب الفاسدين والناهبين وتجار الفتن والحروب والويلات؟ ان لبــنان اليوم ينـادي، على تعدد مشكلاته مطالبًا بأربع:
سيادة لبـنان، قضـاء عادل فعـال، وضع القول موضع العمل للإصلاح، وإيقاف الهجرة، كي نبني لبنان جديداً في دولة أساسها الحق والعدل والمحبة، وجدرانها الكفاية والنظام والقانون، وسقفها الحرية والاستقرار والازدهار. قدرنا أن نظل نقاوم رياح اليأس، ونحلم بوطن آخر بعيد عن الذين أكلوا تعب الناس وخيراته”.
واكد ابو شرف في الختام أن “مطلب الناس أمن وعافية، علم وصحة وماء ومأكل وكهرباء، عيش حر كريم، ليظل لبنان كما أردنا وحلمنا به مرتاد عافية، ومنهل معرفة، ومنطلقا للقيم الانسانية، يقـرّر مصيره أبناؤه هنا في الداخل. لقد كفر المواطن بدولته ووطنه، وسيطر عليه شبح الخوف والقلق على المصير.
وسيجيء يوم ولعله قريب، ينزل فيه الجبار عن خشبته، ويقف الصالبون في ذاكرة الانسانية جثثا لا تجد من يدفنها فوق التراب”.